ماذا يجب معرفته بداية هذا الأسبوع؟

اليكم أداء الذهب، الفضة والعملات الرئيسية الأخرى مقابل الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي.

شهد مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) تقلبات حادة يوم الجمعة، حيث سجل أعلى مستوى له منذ عامين في الأسواق، مدعوماً بتدفقات الملاذ الآمن وسط تصاعد المخاطر المرتبطة بالحرب بين روسيا وأوكرانيا. تجاوز المؤشر حاجز 108.00 ولكنه تراجع لاحقاً ليستقر عند 107.50.

وفي أول مقابلة له مع صحيفة وول ستريت جورنال (WSJ) بعد اختياره وزيراً للخزانة الأمريكية، صرح سكوت بيسنت بأن أحد أولوياته سيكون جعل التخفيضات الضريبية التي تمت خلال الولاية الأولى للرئيس المنتخب دونالد ترامب دائمة.

استمرار الضغوط على مؤشر الدولار قد يعكس حالة من الترقب في الأسواق فيما يتعلق بسياسات ترامب الاقتصادية وتطورات الحرب الجيوسياسية. يجب مراقبة مستويات الدعم الفني عند 106.50 والمقاومة عند 108.00 لتحديد الاتجاه المقبل.

يحافظ زوج اليورو/الدولار الأمريكي (EUR/USD) على مكاسبه دون مستوى 1.0500 في التداول الأوروبي يوم الاثنين، بعدما تعافى من أدنى مستوياته خلال عامين عند 1.0332. يعود هذا الانتعاش إلى عمليات بيع مكثفة للدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة الأمريكية وسط انتعاش في سوق السندات الأمريكية. تتحول الأنظار الآن إلى البيانات الألمانية وتصريحات البنك المركزي الأوروبي.

تعرّض اليورو لضغوط بعد صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات (PMI) التي أبرزت استمرار الضعف في نشاط الأعمال بمنطقة اليورو. فقد انخفض مؤشر مديري المشتريات المركب Flash HCOB لمنطقة اليورو بشكل حاد إلى 48.1 في نوفمبر، مقارنة بـ 50.0 في أكتوبر، وأقل بكثير من التوقعات البالغة 50.0. يعكس هذا الانخفاض انكماشاً في قطاع الخدمات لأول مرة منذ عشرة أشهر، إلى جانب استمرار التراجع في قطاع التصنيع.

تظهر أول مستويات الدعم للزوج في منطقة 1.0400-1.0390، والتي تمثل المستوى النفسي والحد الأدنى لخط بولنجر. يمكن أن يمهّد كسر هذا المستوى الطريق نحو 1.0331، وهو أدنى مستوى في 22 نوفمبر. أما الهدف الهبوطي التالي فيقع عند 1.0290، وهو أدنى مستوى تم تسجيله في 30 نوفمبر 2022.

على الجانب الإيجابي، تظهر أولى عوائق الصعود عند مستوى 1.0545، وهو أعلى مستوى في 21 نوفمبر. العائق التالي يقع بالقرب من الحد العلوي لخط بولنجر عند 1.0591. أما مستوى المقاومة الحاسم فيبرز عند 1.0621، وهو المتوسط المتحرك الأسي لفترة 100.

يواجه الين الياباني (JPY) ضغوط بيع جديدة بعد ارتفاعه الطفيف خلال اليوم مقابل نظيره الأمريكي، مما دفع زوج الدولار/الين (USD/JPY) نحو منتصف نطاق 154.00 أو أعلى مستوى يومي مع بداية الجلسة الأوروبية يوم الاثنين. تتسبب حالة عدم اليقين المتعلقة بخطط بنك اليابان (BoJ) لرفع أسعار الفائدة، جنبًا إلى جنب مع البيئة المواتية للمخاطرة، في تقويض الين كعملة ملاذ آمن.

في المقابل، تعزز التوقعات بأن سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد تؤدي إلى زيادة التضخم وتحد من قدرة الاحتياطي الفيدرالي (Fed) على خفض أسعار الفائدة أكثر من قوة الدولار الأمريكي (USD). وهذا يوفر مزيدًا من الدعم لزوج USD/JPY. ومع ذلك، قد تؤدي مخاوف التدخل وانخفاض حاد في عوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى الحد من خسائر الين منخفض العائد وإعاقة ارتفاع الزوج.

من الناحية الفنية ,كسر القبول أدنى المتوسط المتحرك البسيط لفترة 100 (SMA) قد يشير إلى استمرار الهبوط في زوج USD/JPY. ومع ذلك، من المتوقع أن يواجه أي تراجع إضافي دعماً في المنطقة 153.30-153.25، يليها المستوى النفسي عند 153.00. إذا تم كسر هذا المستوى بشكل حاسم، فقد يكون ذلك بمثابة إشارة جديدة للبائعين، مما يمهد الطريق لخسائر أعمق نحو الدعم التالي بالقرب من منتصف نطاق 152.00، وصولاً إلى المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم، الذي يُقدّر حالياً عند مستوى 152.00.

على الجانب الآخر، يمثل المستوى النفسي 154.00 عائقاً فورياً، يليه أعلى مستوى خلال الجلسة الآسيوية، بالقرب من 154.40. في حال تواصل الشراء، قد يتمكن الزوج من استعادة مستوى 155.00 النفسي والتوجه نحو منطقة العرض عند 155.40-155.50. استمرار الزخم فوق هذا المستوى قد يمهد الطريق لاختبار مستوى 156.00، وإعادة اختبار القمة التي تم تسجيلها في 15 نوفمبر حول منطقة 156.75.

شهدت أسعار الذهب تحولاً خلال اليوم بعد أن لامست أعلى مستوى لها منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع، في نطاق $2,721-$2,722، لتنهي سلسلة مكاسب استمرت خمسة أيام مع بداية الأسبوع الجديد. تأتي هذه الحركة نتيجة التوقعات بتباطؤ وتيرة خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما دفع التدفقات بعيداً عن المعدن الأصفر غير المربح.

من منظور فني تمكنت أسعار الذهب يوم الجمعة من استعادة جميع المتوسطات المتحركة البسيطة اليومية (SMA)، لكنها توقفت بالقرب من $2,720. مؤشر القوة النسبية (RSI) لـ 14 يوماً يظهر انعكاساً نحو الهبوط، ويتداول حالياً بالقرب من المستوى 56 بعد أن اختبر 58. كما يقترب المتوسط المتحرك لفترة 21 يوماً من التقاطع أسفل المتوسط المتحرك لفترة 50 يوماً. في حال تحقق هذا التقاطع على أساس الإغلاق اليومي، سيؤكد ذلك إشارات هبوطية جديدة.

الدعم الفوري يقع حول $2,670، حيث يتقارب المتوسط المتحرك لفترة 21 يوماً مع المتوسط المتحرك لفترة 50 يوماً. كسر مستدام لهذا المستوى قد يؤدي إلى اتجاه هبوطي جديد نحو $2,600، مع اختبار أدنى مستوى تم تسجيله في 20 نوفمبر عند $2,619 أولاً.

من الجانب الاخر يحتاج المشترون إلى إغلاق يومي فوق أعلى مستوى تم تسجيله في 5 نوفمبر عند $2,750 لاستئناف الاتجاه الصعودي. في حال تحقق هذا السيناريو، قد يتجه الذهب نحو أعلى مستوى له على الإطلاق عند $2,790.

ميشال صليبي.

كبير محلّلي الأسواق المالية فيFxPro