ماذا يجب معرفته بداية هذا الأسبوع؟

اليكم أداء الذهب، الفضة والعملات الرئيسية الأخرى مقابل الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي.

ظل الدولار الأمريكي ثابتًا بالقرب من أعلى مستوى له في أسبوع ونصف الذي تم الوصول إليه يوم الجمعة، بعد توقعات أقل تشاؤمًا من الاحتياطي الفيدرالي، الذي أبقى على توقعاته لخفض الفائدة مرتين بمقدار 25 نقطة أساس بنهاية هذا العام. وهذا يُعتبر عاملًا آخر يضغط على المعدن الأصفر غير المنتج .

في الوقت نفسه، قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الأسبوع الماضي إن الرسوم الجمركية من المحتمل أن تؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي. كما لا يزال المتداولون يتوقعون أن يقوم البنك المركزي الأمريكي بتخفيض تكاليف الاقتراض في اجتماعات السياسة النقدية لشهر يونيو ويوليو وأكتوبر، مما يحد من قوة الدولار الأمريكي ويمكن أن يدعم زوج XAU/USD (الذهب/الدولار الأمريكي).

سيتوجه المتداولون يوم الاثنين إلى إصدار بيانات مؤشرات مديري المشتريات العالمية (PMI) الأولية، والتي قد تقدم رؤى جديدة حول صحة الاقتصاد العالمي وتؤثر على أسعار السلع. ومع ذلك، سيظل التركيز الأساسي على مؤشر الإنفاق الشخصي (PCE) الأمريكي الذي سيُعلن يوم الجمعة.

تحسن الحالة العامة للمخاطر يجعل من الصعب على الدولار الأمريكي (USD) أن يبني على مكاسب الأسبوع الماضي ويدعم اليورو/الدولار الأمريكي (EUR/USD) بداية هذا الأسبوع.

تقوم ادارة البيت الأبيض بتعديل نهجها بشأن الرسوم الجمركية التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل، ومن المرجح أن يتم استبعاد مجموعة من الرسوم الجمركية الخاصة بالصناعات، بينما يتم تطبيق رسوم جمركية متبادلة تستهدف البلدان ذات الروابط التجارية الكبيرة مع الولايات المتحدة، حسبما أفادت صحيفة وول ستريت جورنال. وبالمثل، قالت بلومبرغ إن الرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها من المتوقع أن تكون أكثر استهدافًا مما كان يُعتقد في البداية. بعد هذه العناوين، ارتفعت عقود مؤشرات الأسهم الأمريكية الآجلة بين 0.8% و 1.0% في صباح يوم الاثنين في أوروبا. سيشمل الجدول الاقتصادي بيانات أولية لمؤشر مديري المشتريات التصنيعي والخدمات لشهر مارس من ألمانيا ومنطقة اليورو والولايات المتحدة يوم الاثنين.

من المحتمل أن تكون ردود الفعل في السوق على أرقام مؤشر مديري المشتريات مباشرة وقصيرة الأجل. قد تدعم البيانات الإيجابية من ألمانيا أو منطقة اليورو اليورو مع رد الفعل الفوري. من ناحية أخرى، فإن قراءة أقل من 50 في أي من مؤشرات مديري المشتريات الرئيسية من الولايات المتحدة قد تضيف المزيد من الضغط على الدولار الأمريكي.

من منظور فنّي, مؤشر القوة النسبية (RSI) على الرسم البياني لمدة 4 ساعات يرتفع نحو 50 في صباح يوم الاثنين في أوروبا، مما يعكس تراجع الزخم الهبوطي في الأجل القصير. على الجانب العلوي، يتماشى المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 مع المقاومة المؤقتة عند 1.0880 قبل 1.0900 (المستوى الدائري، المستوى الثابت). في حال تمكن اليورو/الدولار الأمريكي من الاستقرار فوق هذا المستوى، قد يواجه العقبة التالية عند 1.0950 (المستوى الثابت).

أما في الاتجاه الهابط، فقد توجد دعمات عند 1.0800-1.0790 (المستوى الثابت، المتوسط المتحرك البسيط لمدة 100 فترة)، 1.0750 (المتوسط المتحرك البسيط لمدة 20 يومًا) و 1.0730 (المتوسط المتحرك البسيط لمدة 200 يوم).

تحول زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني (USD/JPY) هبوطًا بعد أن واجه رفضًا بالقرب من مستوى 150.00 خلال الجلسة الآسيوية يوم الاثنين. قام الزوج بتقليص مكاسبه بعد التعليقات من وزير المالية الياباني كاتو وصانع السياسات في بنك اليابان (BoJ) أوشيدا. آمال أن الاجتماع المقبل لبنك اليابان سيكون "الاجتماع المهم" وضعف الدولار الأمريكي يحدان أيضًا من الاتجاه الصعودي للزوج.

وقد تراجعت بيانات مؤشر أسعار المستهلك الوطني (CPI) لشهر فبراير، مما أثر على الين الياباني (JPY). ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الوطني الرئيسي بنسبة 3.7%، وهو أقل من نمو 4% الذي تم تسجيله في يناير. أما مؤشر أسعار المستهلك الوطني باستثناء الغذاء الطازج، الذي يتابعه عن كثب مسؤولو بنك اليابان، فقد نما بوتيرة أسرع من المتوقع بنسبة 3%، لكن الوتيرة ظلت معتدلة مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 3.2%.

ومع ذلك، ظل المتداولون واثقين من أن بنك اليابان سيشدد السياسة النقدية في وقت لاحق من هذا العام، حيث أظهر أكبر اتحاد نقابي في اليابان، "رينغو"، أن الشركات وافقت على زيادة نمو الأجور بنسبة 5.4% هذا العام.

من الناحية الفنية، يحتاج زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني (USD/JPY) إلى اختراق المتوسط المتحرك البسيط لمدة 200 فترة (SMA) على الرسم البياني لمدة 4 ساعات – وهي مستويات تقع فوق المستوى النفسي 150.00 – ليحتفظ الثيران بالسيطرة قصيرة الأجل. ونظرًا لأن المؤشرات على الرسم البياني اليومي قد بدأت مؤخرًا في اكتساب زخم إيجابي، فإن الحركة التالية للأعلى قد تدفع الأسعار نحو مستوى 151.00 في طريقها إلى الذروة الشهرية، بالقرب من منطقة 151.30.

من الجهة الأخرى، قد يحمي أدنى مستوى في الجلسة الآسيوية، بالقرب من منطقة 149.30، الجانب الهبوطي الفوري أمام مستوى 149.00. يليه دعم منطقة 148.60-148.55، الذي إذا تم اختراقه بشكل حاسم قد يجعل زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني عرضة لتسريع الهبوط نحو أدنى مستوى للزوج في الأسبوع الماضي، بالقرب من منطقة 148.28-148.15 في طريقه إلى مستوى 148.00، ودعم أفقي عند 147.75. قد يسهم بعض البيع المستمر في تمهيد الطريق للانزلاق نحو منطقة 147.30 قبل أن تنخفض الأسعار إلى مستوى 147.00 ومنطقة 146.55-146.50، وهو أدنى مستوى منذ أوائل أكتوبر الذي تم لمسه في وقت سابق من هذا الشهر.

يظل سعر الذهب منخفضًا خلال الجلسة الأوروبية المبكرة يوم الاثنين، رغم أنه يفتقر إلى البيع المتتابع ويحافظ على مستوى مريح فوق المستوى النفسي 3000 دولار أو أدنى مستوى تم تسجيله يوم الجمعة. يحصل الشعور العام بالمخاطر على دعم طفيف ردًا على التقارير التي تفيد بأن الرسوم الجمركية المتبادلة التي يفرضها دونالد ترامب ستكون أقل صرامة وأضيق نطاقًا مما كان يُخشى في البداية.

من الناحية الفنية، قد يستمر أي انخفاض لاحق في جذب بعض المشترين بالقرب من مستوى 3000 دولار. يجب أن يعمل هذا المستوى كمنطقة محورية رئيسية، وإذا تم كسرها بشكل حاسم، فقد يدفع ذلك إلى عمليات بيع فنية ويسحب سعر الذهب نحو منطقة 2982-2978 دولارًا. قد يمتد الانخفاض التصحيحي أكثر نحو مستوى مقاومة 2956-2954 دولارًا، والذي تحول الآن إلى دعم.

من جهة أخرى، قد يشكل القمة التاريخية، التي تتراوح حول منطقة 3057-3058 دولارًا التي تم الوصول إليها الأسبوع الماضي، عقبة فورية. نظرًا لأن مؤشر القوة النسبية (RSI) اليومي قد تراجع من منطقة الشراء المفرط، فإن أي شراء مستمر سيُعتبر محفزًا جديدًا للثيران. وهذا بدوره سيمهد الطريق لتمديد الاتجاه الصعودي الراسخ الذي شهدناه خلال الأشهر الثلاثة الماضية تقريبًا.

ميشال صليبي.

كبير محلّلي الأسواق المالية فيFxPro