ماذا يجب معرفته بداية هذا الأسبوع؟

اليكم أداء الذهب، الفضة والعملات الرئيسية الأخرى مقابل الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي.

انخفض مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، مرة أخرى يوم الجمعة بعد عدة عناوين حول الرسوم الجمركية وقانون الإنفاق الأمريكي. وكان المؤشر، الذي ظل محدودًا دون حاجز 104.00 هذا الأسبوع، قد شهد تحركًا طفيفًا على الرغم من الشائعات حول احتمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من قبل أوكرانيا، والخطوات الأولى في تصويت خطة الإنفاق الألمانية، والردود من كندا وأوروبا على الرسوم الجمركية الأمريكية.

على صعيد البيانات الاقتصادية، نشرت جامعة ميشيغان قراءتها الأولية لمؤشر ثقة المستهلك لشهر مارس وتوقعات التضخم لمدة 5 سنوات. ومن الواضح أن المعنويات تتغير، حيث سجل مؤشر ثقة المستهلك قراءة منخفضة بشكل ملحوظ بينما تميل توقعات التضخم إلى الارتفاع.

تتوقع الأسواق على نطاق واسع أن يحافظ الاحتياطي الفيدرالي (Fed) على موقفه الحالي في سياسته النقدية عندما ينهي اجتماعه الذي يستمر يومين يوم الأربعاء. ووفقًا لأداة CME FedWatch، فقد قام المتداولون بتسعير احتمال تقليص الفائدة بربع نقطة بنسبة تقارب 75% بحلول يونيو.

يبقى زوج اليورو/الدولار الأمريكي ثابتًا حول 1.0880 بداية هذا الأسبوع، حيث يظل الدولار الأمريكي قويًا قبيل صدور بيانات مبيعات التجزئة يوم الاثنين. ومع ذلك، واجه الدولار الأمريكي بعض الصعوبات بعد أن أظهرت بيانات جامعة ميشيغان (UoM) تراجعًا في مؤشر ثقة المستهلك الأولي لشهر مارس يوم الجمعة، حيث انخفض إلى 57.9 - وهو الأدنى منذ نوفمبر 2022 - من القراءة السابقة 64.7. كما جاءت هذه النتيجة أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى 63.1.

تعزز اليورو بعد أن تم الإعلان عن توصل ألمانيا إلى اتفاق بشأن إعادة هيكلة الديون وزيادة كبيرة في الإنفاق الحكومي. حيث تمكن فريدريش ميرز، المستشار المقبل، من التوصل إلى اتفاق مع حزبي الخضر والديمقراطيين الاجتماعيين يوم الجمعة، قبيل تصويت البرلمان الحاسم يوم الثلاثاء لإصلاح قواعد الاقتراض. وإذا حصل الاقتراح على أغلبية ثلثي الأصوات، قد يوفر خطة الإنفاق المعززة دعمًا كبيرًا لزوج اليورو/الدولار الأمريكي.

يشير مؤشر القوة النسبية (RSI) على الرسم البياني لمدة 4 ساعات إلى حركة جانبية فوق مستوى 50 قليلًا، ويتذبذب اليورو/الدولار الأمريكي حول المتوسط المتحرك البسيط لمدة 20 فترة، مما يعكس حالة من التردد في الزوج.

على الجانب الهابط، يوجد دعم فوري بين 1.0850-1.0860 (المتوسط المتحرك البسيط لمدة 50 فترة، المتوسط المتحرك البسيط لمدة 200 أسبوع) قبل 1.0800 (مستوى ثابت، مستوى دائري) و1.0730 (المتوسط المتحرك البسيط لمدة 200 يوم). أما بالنسبة للمقاومات، يمكن العثور عليها عند 1.0900 (مستوى دائري، مستوى ثابت)، 1.0940 (مستوى ثابت) و1.1000 (مستوى ثابت، مستوى دائري).

لا يزال الين الياباني (JPY) في موقف دفاعي مقابل نظيره الأمريكي مع اقتراب الجلسة الأوروبية، رغم أن الجانب السلبي لا يزال محميًا إلى حد ما. لقد حصلت المعنويات العالمية على دعم طفيف نتيجة لتدابير التحفيز الجديدة التي أعلنت عنها الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما يُعتبر بدوره عاملًا يضعف من جاذبية الين كملاذ آمن. ومع ذلك، فإن القبول المتزايد بأن بنك اليابان (BoJ) سيرفع أسعار الفائدة بشكل أكبر يعيق الدببة على الين من وضع رهانات قوية ضد العملة.

بعيدًا عن ذلك، تساعد المخاوف المستمرة بشأن التأثيرات الاقتصادية المحتملة من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمخاطر الجيوسياسية على الحد من الخسائر الإضافية. كما يبدو أن المستثمرين يترددون ويفضلون الانتظار لمخاطر الأحداث المهمة هذا الأسبوع المتعلقة بالبنوك المركزية – قرار السياسة النقدية لبنك اليابان ونتائج اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة (FOMC) الذي يستمر يومين يوم الأربعاء. وهذا يستدعي بعض الحذر قبل اتخاذ مواقف من أجل تمديد التعافي الأخير لزوج الدولار/الين من أدنى مستوى له في عدة أشهر.

من الناحية الفنية، فإن الفشل المتكرر في العثور على قبول فوق مستوى 149.00 والمذبذبات السلبية على الرسم البياني اليومي ترجح كفة المتداولين الدببيين. ومع ذلك، فإن القوة المستدامة فوق هذا المستوى، مما يؤدي إلى اختراق قمّة الأسبوع الماضي حول منطقة 149.20، قد يحفز انتعاشًا سريعًا في تغطية المراكز ويقود زوج الدولار/الين إلى مستوى 150.00 النفسي. قد يمتد الزخم أكثر نحو منطقة 150.65-150.70 في طريقه إلى مستوى 151.00 وذروة الشهر، حول منطقة 151.30.

من الجهة الأخرى، قد يحمي مستوى 148.25 الاتجاه الهابط المباشر قبل مستوى 148.00. قد يؤدي بعض البيع المستمر أسفل المنطقة الأفقية بين 147.75-147.70 إلى جعل زوج الدولار/الين عرضة لتسريع الانخفاض نحو مستوى 147.00 قبل أن ينخفض في النهاية إلى منطقة 146.55-146.50 أو أدنى مستوى له منذ أكتوبر الذي تم الوصول إليه الأسبوع الماضي. سيتم اعتبار الاختراق المقنع أسفل هذا المستوى بمثابة إشارة جديدة للدببة ويفتح الطريق لمزيد من الخسائر.

يمدد سعر الذهب (XAU/USD) حركته الجانبية التوحيدية خلال النصف الأول من الجلسة الأوروبية يوم الاثنين، ويبقى دون القمة التاريخية – المستويات التي تجاوزت حاجز 3000 دولار الذي تم لمسه يوم الجمعة. يبدو أن الثيران الآن مترددة في وضع رهانات جديدة ويفضلون الانتظار على الهامش قبيل مخاطر الأحداث المهمة المتعلقة بالبنوك المركزية هذا الأسبوع – قرار السياسة النقدية المرتقب من بنك اليابان (BoJ) ونتائج اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة (FOMC) الذي يستمر يومين يوم الأربعاء.

في هذه الأثناء، لا تزال المخاوف من تصاعد التوترات التجارية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، إلى جانب المخاطر الجيوسياسية، تشكل دافعًا لزيادة جاذبية الذهب كملاذ آمن. بالإضافة إلى ذلك، تدعم الرهانات بأن الاحتياطي الفيدرالي (Fed) سيقوم بتخفيض أسعار الفائدة عدة مرات في 2025 والدولار الأمريكي الضعيف المعدن الأصفر الذي لا يوفر عوائد. ومع ذلك، فإن التفاؤل بشأن إجراءات التحفيز الصينية التي تم الإعلان عنها خلال عطلة نهاية الأسبوع يحد من صعود سعر الذهب.

من الناحية الفنية، يعتبر اختراق الأسبوع الماضي لمستوى المقاومة الأفقية بين 2,928-2,930 دولارًا وتحرك السعر لاحقًا بمثابة إشارة جديدة للثيران. ومع ذلك، يبقى مؤشر القوة النسبية (RSI) اليومي قريبًا من منطقة الشراء المفرط، مما يعيق المتداولين من وضع رهانات صاعدة جديدة على سعر الذهب. لذلك، من الحكمة الانتظار لبعض التوحيد القصير المدى أو التصحيح المعتدل قبل اتخاذ خطوة صعودية جديدة. ومع ذلك، تشير الإعدادات الأوسع إلى أن مسار المقاومة الأقل لزوج XAU/USD يبقى صعوديًا ويدعم احتمالات تمديد الاتجاه الصاعد الذي لوحظ على مدار الأشهر الثلاثة الماضية أو نحو ذلك.

في الوقت نفسه، قد تجذب أي حركة تصحيحية هبوطية معنوية مشترين جدد بالقرب من نقطة المقاومة عند 2,956 دولار، حيث يمكن للذهب الانخفاض إلى المنطقة الأفقية بين 2,930-2,928 دولار. يجب أن تكون هذه المنطقة نقطة محورية رئيسية. إذا تم اختراق هذا المستوى بشكل مقنع، فقد يؤدي ذلك إلى بيع تقني ويهيئ الطريق لمزيد من الخسائر. قد يتسارع انخفاض زوج XAU/USD نحو مستوى 2,900 دولار في طريقه إلى أدنى مستوى تم الوصول إليه الأسبوع الماضي، والذي يقع حول منطقة 2,880 دولار.

ميشال صليبي.

كبير محلّلي الأسواق المالية فيFxPro