ماذا يجب معرفته بداية هذا الأسبوع؟

اليكم أداء الذهب، الفضة والعملات الرئيسية الأخرى مقابل الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي.

بيانات مؤشر أسعار المنتجين (PPI) لشهر نوفمبر جاءت مرتفعة، حيث سجل المؤشر العام زيادة بنسبة 3.0% على أساس سنوي، متجاوزًا التوقعات التي كانت عند 2.6%. وتمت مراجعة الرقم الخاص بشهر أكتوبر إلى 2.6% بعد أن كان 2.4% سابقًا. كما ارتفع مؤشر أسعار المنتجين الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) بنسبة 3.4% على أساس سنوي، متجاوزًا التوقعات التي كانت عند 3.2%، مع مراجعة قراءة أكتوبر إلى 3.4% من 3.1% سابقًا.وظل مؤشر أسعار المنتجين للخدمات (باستثناء التجارة والنقل والتخزين) عند مستوى مرتفع 4.6% على أساس سنوي، مما يشير إلى تضخم أساسي مستمر وصعب الانخفاض.

ورغم أن بعض المحللين يهونون من أهمية هذه البيانات نظرًا للزيادة الكبيرة بنسبة 56% في أسعار البيض، إلا أن الارتفاع في مؤشر أسعار المنتجين الأساسي لا يزال يشير إلى ضغوط تضخمية واسعة النطاق وواضحة، حيث بلغ أعلى مستوى له منذ فبراير 2023.

على الرغم من هذه البيانات القوية للتضخم، فقد قامت الأسواق بتسعير خفض للفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل بشكل كامل، مع توقعات العديد من المحللين بأن يكون الخفض مصحوبًا بنبرة متشددة تهيئ لوقف مؤقت في تخفيضات الفائدة في يناير.

ارتفع زوج اليورو/الدولار الأمريكي (EUR/USD) قليلاً نحو مستوى 1.0515 بداية هذا الأسبوع، قبيل صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات (PMI) الأولية لشهر ديسمبر على جانبي الأطلسي. من المتوقع أن يسلط تقرير PMI الضوء على التباين في أوضاع اقتصادات منطقة اليورو والولايات المتحدة، حيث يتوقع المحللون أن النشاط الاقتصادي العام في منطقة اليورو قد انكمش بوتيرة أسرع بسبب تراجع إنتاج قطاعي التصنيع والخدمات، بينما استمر في التوسع في الولايات المتحدة. يدعم هذا السيناريو مزيدًا من خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي (ECB) مما يضغط على اليورو (EUR).

قام البنك المركزي الأوروبي بخفض معدل الفائدة على الإيداع بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 3% يوم الخميس، ليصل إجمالي التخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام إلى 100 نقطة أساس. ومع السيطرة على التضخم في منطقة اليورو ومخاوف المسؤولين بشأن المخاطر الاقتصادية المتزايدة، يتوقع المشاركون في السوق أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بخفض إضافي بمقدار 100 نقطة أساس على معدلات الاقتراض الرئيسية بحلول يونيو 2025.

يتداول زوج EUR/USD فوق المستوى النفسي عند 1.0500 ولكنه لا يزال يواجه صعوبة بالقرب من مستوى المقاومة على مدى ثلاثة أيام عند 1.0535. ويظل الزوج أدنى المتوسط المتحرك الأسي (EMA) لـ 20 يومًا حول 1.0545، مما يشير إلى اتجاه هبوطي على المدى القريب. يدور مؤشر القوة النسبية (RSI) لـ 14 يومًا حول 40.00. ويُتوقع أن يزداد الزخم الهبوطي إذا انخفض RSI (14) إلى ما دون 40.00.

أما على الجانب الهابط، فسيشكل أدنى مستوى خلال عامين عند 1.0330 دعمًا رئيسيًا. وعلى الجانب الصاعد، سيكون المتوسط المتحرك الأسي لـ 20 يومًا حاجزًا رئيسيًا أمام الثيران على اليورو.

ارتد الين الياباني (JPY) بعد أن وصل إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع مقابل نظيره الأمريكي خلال الجلسة الآسيوية ليوم الاثنين، إلا أن أي تعافٍ كبير يبدو غير مرجح. ويبدو أن المستثمرين مقتنعون الآن بأن بنك اليابان (BoJ) لن يرفع أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب هذا الأسبوع، وهو عامل رئيسي أضعف الين الياباني خلال الأسبوع الماضي. علاوة على ذلك، فإن التوقعات بسياسة أقل تشددًا من مجلس الاحتياطي الفيدرالي (Fed) تدعم استمرار ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما يحد من أي مكاسب للين الياباني ذو العائد المنخفض.

وفي الوقت نفسه، فشل المضاربون على صعود الين في الاستفادة من البيانات الاقتصادية الإيجابية التي صدرت في وقت سابق اليوم، مثل طلبات الآلات الأساسية ومؤشر مديري المشتريات الصناعي الأولي في اليابان. ومع ذلك، فإن المخاطر الجيوسياسية المستمرة والمخاوف بشأن خطط التعريفات الجمركية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد تقدم بعض الدعم للين كملاذ آمن. إلى جانب ذلك، فإن ضعف الدولار الأمريكي (USD) الناتج عن تراجع طفيف في عوائد السندات الأمريكية يُبقي الضغوط على زوج USD/JPY. كما أن المتداولين يبدون حذرًا قبيل اجتماعات السياسة النقدية الهامة لكل من بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان هذا الأسبوع.

من منظور فني , التحرك المستمر والقبول فوق مستوى تصحيح فيبوناتشي 61.8% للانخفاض بين نوفمبر وديسمبر من أعلى قمة متعددة الأشهر قد يُعتبر إشارة إيجابية للمضاربين على الصعود. علاوة على ذلك، بدأت المؤشرات الفنية على الرسم البياني اليومي في اكتساب زخم إيجابي، مما يشير إلى أن المسار الأقل مقاومة لزوج USD/JPY يظل في الاتجاه الصعودي. من المتوقع أن يواصل الزوج قوته نحو العقبة التالية حول منطقة 154.55، وصولاً إلى المستوى النفسي عند 155.00.

على الجانب الآخريُعتبر أدنى مستوى خلال الجلسة الآسيوية اليوم، بالقرب من المنطقة 153.35-153.30، دعمًا فوريًا قويًا، يليه مستوى 153.00. في حال حدوث كسر قوي دون المستوى الأخير، فقد ينكشف الدعم المحوري المتمثل في المتوسط المتحرك البسيط لمدة 200 يوم (SMA) بالقرب من المنطقة 152.10-152.00. الكسر دون هذه المنطقة المحورية قد يغير الميل لصالح البائعين ويدفع الزوج نحو المستوى 151.00 ثم المستوى النفسي 150.00.

ارتفعت أسعار الذهب بشكل طفيف من أدنى مستوى لها في أسبوع، والذي سجلته في وقت سابق من اليوم الاثنين. عوامل مثل التوترات الجيوسياسية، وتراجع عوائد السندات الأمريكية، وضعف الدولار الأمريكي تدعم المعدن النفيس كملاذ آمن (XAU/USD). ومع ذلك، فإن التوقعات بسياسة أقل ميلًا للتيسير النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي (Fed) تستدعي الحذر من قبل المضاربين على الصعود قبيل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) هذا الأسبوع.

وفقًا لأداة FedWatch التابعة لـ CME، فقد قام السوق بتسعير خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية بشكل كامل من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع. لكن من المتوقع أن يتبنى البنك المركزي نهج الترقب والانتظار في يناير، وسط مخاوف بشأن مخاطر تضخمية محتملة ناجمة عن السياسات الحمائية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

هذه الرواية دعمت الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما ساهم في استمرار مكاسبهما الأسبوع الماضي. ينتظر المتداولون الآن قرار الفيدرالي للحصول على إشارات حول ما إذا كان البنك سيشير إلى تقليل عدد تخفيضات الفائدة المتوقعة في عام 2025.

من منظورفني يقاتل سعر الذهب حاليًا للحفاظ على الدعم عند المتوسط المتحرك البسيط لـ 21 يومًا (SMA) عند مستوى 2,650 دولار. مؤشر القوة النسبية (RSI): يتحرك المؤشر لـ 14 يومًا بشكل جانبي بالقرب من مستوى 50، مما يشير إلى غياب اتجاه واضح في الوقت الحالي.

إذا نجح المشترون في استعادة الزخم، فقد يختبر الذهب المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا (SMA) عند 2,670 دولار. تجاوز هذا المستوى قد يفتح المجال للوصول إلى المقاومة النفسية عند 2,700 دولار. اختراق إضافي يمكن أن يدفع السعر لاختبار أعلى مستوى له في عدة أسابيع عند 2,726 دولار. في حالة إغلاق الشمعة اليومية دون المتوسط المتحرك البسيط لـ 21 يومًا عند 2,650 دولار، قد يدفع هذا السعر لإعادة اختبار القاع المسجل في 6 ديسمبر عند 2,613 دولار. الخط الدفاعي الأخير للمشترين يظهر في منطقة 2,600 دولار، حيث يتقاطع المتوسط المتحرك لـ 100 يوم (SMA) مع القاع المسجل في 26 نوفمبر.

ميشال صليبي.

كبير محلّلي الأسواق المالية فيFxPro