ماذا يجب معرفته بداية هذا الأسبوع؟

اليكم أداء الذهب، الفضة والعملات الرئيسية الأخرى مقابل الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي.

مع ارتفاع الآمال بخفض سعر الفائدة الأمريكية في وقت لاحق من هذا الشهر، قد تكون بيانات التضخم المقررة يوم الأربعاء العقبة المحتملة الوحيدة أمام الخفض الثالث المتتالي لسعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. من المتوقع أن يرتفع معدل التضخم السنوي للمستهلكين إلى 2.7% على أساس سنوي في نوفمبر مقارنة بـ 2.6% في أكتوبر. أما التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة، فيُتوقع أن يظل ثابتًا عند 3.3% على أساس سنوي في نوفمبر. مؤشر الدولار الأمريكي (US Dollar Index) ارتفع باتجاه مستوى 106.00 مع تأثر حركته بعدة عوامل رئيسية. قفز تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP) بشكل ملحوظ بمقدار 227,000 وظيفة في نوفمبر، متجاوزًا توقعات السوق التي كانت عند 200,000. كما شهد معدل البطالة ارتفاعًا طفيفًا ليصل إلى 4.2% في نوفمبر. وقد سجل متوسط الأجور بالساعة على أساس شهري زيادة ثابتة بنسبة 0.4%، متطابقًا مع قراءة الشهر السابق.

يتداول زوج اليورو/الدولار الأمريكي (EUR/USD) مع ميل سلبي طفيف بالقرب من مستوى 1.0550 خلال ساعات التداول الآسيوية يوم الاثنين. سيراقب المستثمرون عن كثب تقرير مؤشر أسعار المستهلك (CPI) الأمريكي لشهر نوفمبر، المقرر صدوره يوم الأربعاء. أما يوم الخميس، فسيكون قرار سعر الفائدة من البنك المركزي الأوروبي (ECB) هو الحدث الأبرز. وسيسعى المستثمرون للحصول على إشارات حول ما يمكن أن يحدث لاحقًا.

من المتوقع أن يقوم البنك المركزي الأوروبي (ECB) بإجراء رابع خفض لسعر الفائدة هذا العام في اجتماعه الأخير للسياسة النقدية لعام 2024 يوم الخميس. ويتوقع المحللون أن يلتزم البنك بتوجيهاته القائمة على البيانات من خلال التأكيد على أنه "لا يلتزم مسبقًا بمسار سعر فائدة معين". ومع ذلك، قد توفر المؤتمر الصحفي لرئيسة البنك كريستين لاغارد بعض التلميحات حول توقعات أسعار الفائدة. وأي تصريحات تميل إلى التيسير النقدي من صانعي السياسات في البنك المركزي الأوروبي قد تضغط على اليورو (EUR) مقابل الدولار الأمريكي.

يشير مؤشر القوة النسبية (RSI) على الرسم البياني لمدة 4 ساعات إلى تراجع نحو مستوى 60 في وقت مبكر من يوم الجمعة، مما يشير إلى أن الميل الصعودي لا يزال قائمًا، في حين يشهد زوج اليورو/الدولار الأمريكي (EUR/USD) تصحيحًا تقنيًا. على الجانب الصعودي، يظهر مستوى 1.0600 (تصحيح فيبوناتشي بنسبة 38.2% للاتجاه الهابط الأخير) كمقاومة فورية قبل منطقة 1.0650-1.0660 (المتوسط المتحرك البسيط لفترة 200، وتصحيح فيبوناتشي بنسبة 50%) ومستوى 1.0730 (تصحيح فيبوناتشي بنسبة 61.8%).

على الجانب الهبوطي، يمكن رصد الدعم الأول عند منطقة 1.0520-1.0530 (المتوسطات المتحركة لفترات 100 و50 و20، وتصحيح فيبوناتشي بنسبة 23.6%) يليها مستوى 1.0500 (مستوى نفسي، مستوى ثابت) ومستوى 1.0440 (مستوى ثابت).

يحاول الين الياباني (JPY) الاستفادة من الارتفاع الطفيف الناتج عن مراجعة الناتج المحلي الإجمالي لليابان، ولكنه يواجه صعوبة في ذلك بسبب الشكوك المحيطة بقدرة بنك اليابان (BoJ) على رفع أسعار الفائدة أكثر. كما أن تراجع عوائد السندات الأمريكية قد يعوّض القوة المعتدلة للدولار الأمريكي ويحد من ارتفاع زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني.

من منظور تقني، يمكن تصنيف الحركة السعرية ضمن النطاق الحالي كمرحلة تصحيحية هبوطية في ظل التراجع الأخير من أعلى مستوى شهري تم تسجيله في نوفمبر. علاوة على ذلك، لا تزال مؤشرات التذبذب على الرسم البياني اليومي في المنطقة السلبية، مما يشير إلى أن المسار الأقل مقاومة لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني (USD/JPY) يميل نحو الهبوط. ومع ذلك، فإن الثبات الذي أظهره الزوج الأسبوع الماضي بالقرب من المتوسط المتحرك البسيط لفترة 100 يوم يتطلب بعض الحذر من قبل المتداولين الذين يفضلون الاتجاه الهبوطي.

في الوقت نفسه، يبدو أن قاع ما بعد بيانات الوظائف غير الزراعية (NFP) بالقرب من منطقة 149.35 يمثل دعمًا فوريًا قبل مستوى 149.00 والمتوسط المتحرك البسيط لفترة 100 يوم، الذي يقع حاليًا بالقرب من منطقة 148.70-148.65. يتزامن هذا الأخير مع أدنى مستوى خلال شهرين تم تسجيله الأسبوع الماضي، ويجب أن يكون نقطة محورية رئيسية. يمكن أن يؤدي استمرار البيع إلى دفع الزوج نحو منطقة 148.10-148.00 في طريقه إلى منطقة 147.35-147.30 ومستوى 147.00.

من ناحية أخرى، قد تواجه أي محاولة للارتداد مقاومة بالقرب من منطقة 150.55. يلي ذلك حاجز 150.70 ثم المستوى النفسي 151.00 وأعلى مستوى تم تسجيله الأسبوع الماضي في نطاق 151.20-151.25. قد يتيح التحرك المستدام إلى ما بعد هذا المستوى للزوج اختبار المتوسط المتحرك البسيط لفترة 200 يوم بالقرب من مستوى 152.00. يمكن أن يشير استمرار الشراء بعد ذلك إلى انتهاء التصحيح الهبوطي من أعلى مستوى شهري ويحول التحيز لصالح المتداولين الصاعدين.

بدأ المتداولون الآسيويون أعمالهم يوم الاثنين وهم يتفاعلون مع أخبار عطلة نهاية الأسبوع المتعلقة بالمتغيرات في سوريا. كما يظل الحذر سائدًا قبيل صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) الأمريكية هذا الأسبوع، خاصة بعد أن أظهرت بيانات سوق العمل الأمريكية يوم الجمعة أن الوظائف غير الزراعية (NFP) ارتفعت بمقدار 227 ألف وظيفة في نوفمبر، متجاوزة التوقعات بزيادة قدرها 200 ألف وظيفة. بينما ارتفع معدل البطالة إلى 4.2% خلال نفس الفترة، كما كان متوقعًا.

على الرغم من تجاوز رقم الوظائف غير الزراعية للتوقعات بشكل كبير، زادت الأسواق من رهاناتها على خفض سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي (Fed) هذا الشهر إلى أكثر من 80%، وفقًا لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME. وقد ساعد ذلك أسعار الذهب على التعافي من الانخفاض المفاجئ إلى أدنى مستوى أسبوعي عند 2,613 دولار بعد صدور بيانات سوق العمل الأمريكية.

وفي المستقبل، ستستمر التطورات الجيوسياسية في لعب دور محوري في التأثير على معنويات المخاطرة، مما سيؤثر بشكل كبير على أصول الملاذ الآمن مثل أسعار الذهب، والدولار الأمريكي (USD)، وسندات الخزانة الأمريكية.

يُظهر الرسم البياني اليومي أن سعر الذهب فشل في تسجيل كسر للنطاق على أساس الإغلاق اليومي يوم الجمعة، واستعاد المتوسط المتحرك البسيط لفترة 21 يومًا (SMA) عند 2,630 دولار بعد أن اخترقه لفترة وجيزة خلال التداول اليومي. مؤشر القوة النسبية (RSI): ارتفع مؤشر القوة النسبية لمدة 14 يومًا ليختبر مستوى 50، مما يدعم الارتفاع الجديد في سعر الذهب.

تتمثل المقاومة الرئيسية في مستوى 2,650 دولار، وهو أول حاجز صعودي يجب تجاوزه. يليه المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يومًا عند 2,668 دولار، والذي يُعتبر مستوى مقاومة قوي. في حال تمكن السعر من اختراق هذين المستويين، سيكون المستوى التالي للمقاومة هو 2,700 دولار.

أما بالنسبة للدعم، فإن المتوسط المتحرك البسيط لفترة 21 يومًا عند 2,630 دولار يُعد مستوى الدعم الرئيسي، حيث أن الإغلاق اليومي دونه قد يشير إلى استئناف الاتجاه الهبوطي. في حال استمرار التراجع، سيكون الدعم التالي عند أدنى مستوى للأسبوع الماضي وهو 2,613 دولار. إذا انخفض السعر أكثر، فإن المتوسط المتحرك البسيط لفترة 100 يوم عند 2,586 دولار يُعتبر نقطة الدعم الحاسمة لمشتري الذهب.

ميشال صليبي.

كبير محلّلي الأسواق المالية فيFxPro