ماذا يجب معرفته بداية هذا الأسبوع؟

اليكم أداء الذهب، الفضة والعملات الرئيسية الأخرى مقابل الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي.

أفاد مكتب التحليل الاقتصادي الأميركي يوم الجمعة أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) تباطأ إلى معدل سنوي قدره 2.1% في أبريل، وهو أدنى مستوى له منذ فبراير 2021. وفي الوقت نفسه، سجل مؤشر PCE الأساسي – الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة – ارتفاعًا بنسبة 2.5%، منخفضًا من الزيادة البالغة 2.7% التي تم تسجيلها في مارس.

واصل المتداولون الرهان على أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، مع تسعير احتمالية خفض آخر في ديسمبر. وقال عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر يوم الاثنين إن خفض أسعار الفائدة لا يزال ممكنًا في وقت لاحق من هذا العام، حتى مع توقع أن تؤدي الرسوم الجمركية التي تفرضها إدارة ترامب إلى زيادة مؤقتة في الضغوط التضخمية.

وينتظر المستثمرون الآن خطابات عدد من أعضاء لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC) هذا الأسبوع، بما في ذلك ظهور رئيس الفيدرالي جيروم باول في وقت لاحق اليوم الاثنين، للحصول على مؤشرات حول آفاق السياسة النقدية. وسيكون لذلك دور محوري في التأثير على ديناميكيات سعر الدولار الأميركي على المدى القريب، وتحديد الاتجاه المقبل لسعر الذهب غير المُدرّ للعائد.

يجذب زوج اليورو/الدولار الأمريكي (EUR/USD) بعض المشترين حول مستوى 1.1370 خلال الجلسة الأوروبية المبكرة يوم الاثنين. يضعف الدولار الأمريكي (USD) أمام اليورو (EUR) وسط تجدّد التوترات التجارية. حيث صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة بأنه يخطط لمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم بهدف زيادة الضغط على منتجي الصلب العالميين وتصعيد الحرب التجارية.

وفقًا للرسم البياني اليومي، تبقى النظرة الصعودية لزوج اليورو/الدولار قائمة، ويؤكد ذلك بقاء السعر فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ100 يوم (100-EMA). ويعزز الزخم الصاعد مؤشر القوة النسبية (RSI) لمدة 14 يومًا، والذي يستقر فوق خط المنتصف بالقرب من 57.25، مما يشير إلى أن المسار الأسهل للسعر هو الاتجاه الصاعد.

يظهر أول مستوى مقاومة فوري عند 1.1445، وهو الحد العلوي لبولينجر باند. وإذا واصل السعر الصعود، فإن العقبة التالية تقع عند 1.1574، وهو أعلى مستوى تم تسجيله في 21 أبريل، تليه المقاومة النفسية عند 1.1600.

أما على الجانب الهبوطي، فإن أدنى مستوى ليوم 28 مايو عند 1.1283 يُعد أول مستوى دعم للزوج. أما الهدف التالي على الجانب الهابط فيقع عند 1.1110، وهو الحد السفلي لبولينجر باند. وإذا تم كسر هذا المستوى، فقد يمتد الانخفاض إلى مستوى الدعم الرئيسي عند 1.1000، وهو رقم دائري ويمثل كذلك المتوسط المتحرك الأسي لـ100 يوم.

الين الياباني (JPY) يظل في وضع القوة لليوم الثالث على التوالي مقابل الدولار الأمريكي (USD) الضعيف بشكل عام، مما يعيد زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني (USD/JPY) إلى ما دون مستوى 143.00 خلال الجلسة الآسيوية يوم الاثنين. أظهرت البيانات القوية لمؤشر أسعار المستهلكين في طوكيو (CPI) التي تم نشرها يوم الجمعة تأكيدات السوق بأن بنك اليابان (BoJ) سيستمر في رفع أسعار الفائدة. علاوة على ذلك، فإن التعليقات من كبير مفاوضي التجارة اليابانيين، ريوسي أكازاوا، غذت الآمال في التوصل إلى اتفاق قريب في وقت مبكر من هذا الشهر، مما شكل عامل دعم آخر للين الياباني.

بعيدًا عن ذلك، فإن الضعف العام في شهية المخاطرة، والغموض المستمر المرتبط بالتجارة، والمخاطر الجيوسياسية تدعم الين الياباني باعتباره ملاذًا آمنًا. من ناحية أخرى، يبقى الدولار الأمريكي ضعيفًا وسط التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (Fed) سيخفض تكاليف الاقتراض بشكل أكبر في عام 2025 في ظل تراجع ضغوط التضخم، مما يشكل تباينًا كبيرًا مقارنة بتوقعات بنك اليابان المتشددة. هذا يدعم تقدير الين الياباني على المدى القريب ويشير إلى أن المسار الأكثر سهولة لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني هو الهبوط.

فشل الأسبوع الماضي بالقرب من مستوى تصحيح فيبوناتشي بنسبة 61.8% من الانخفاض الأخير من الذروة الشهرية، والانخفاض اللاحق تحت المتوسط المتحرك البسيط لـ 200 فترة على الرسم البياني لمدة 4 ساعات، يفضل الدببة (البائعين) لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني. هذا، جنبًا إلى جنب مع المؤشرات السلبية على الرسوم البيانية اليومية/الساعة، يشير إلى أن المسار الأكثر سهولة للأسعار الفورية يبقى نحو الهبوط ويدعم احتمالات الخسائر الأعمق. لذلك، يبدو أن هناك احتمالية واضحة لمزيد من الضعف باتجاه مستوى 143.00، في طريقه إلى الدعم التالي بالقرب من منطقة 142.40. قد ينخفض الزوج في النهاية إلى منطقة 142.10، أو أدنى مستوى شهري تم لمسه يوم الثلاثاء الماضي.

من جهة أخرى، فإن المتوسط المتحرك البسيط لـ 200 فترة على الرسم البياني لمدة 4 ساعات، الذي يقع حاليًا قبل الرقم الدائري 144.00، قد يعمل الآن كحاجز قوي فوري. يتبع ذلك عن كثب منطقة العرض بين 144.25 و 144.30، التي قد يتجاوزها زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني بهدف استعادة الرقم النفسي 145.00. القوة المستمرة فوق هذا المستوى يجب أن تمهد الطريق للتحرك نحو منطقة 145.65 الأفقية في طريقها إلى الرقم الدائري 146.00 ومنطقة 146.25-146.30، أو أعلى مستوى في أسبوعين تم لمسه يوم الخميس الماضي.

سعر الذهب (XAU/USD) يواصل ارتفاعه التدريجي الذي بدأ خلال الجلسة الآسيوية، ويصل إلى ذروة يومية جديدة قرب منطقة 3348 دولارًا في الساعة الأخيرة، مدعومًا بمجموعة من العوامل الإيجابية. يتراجع الدولار الأمريكي (USD) في ظل تصاعد التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (Fed) سيقوم بخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر، وهو ما تعزز من خلال بيانات التضخم الضعيفة التي صدرت يوم الجمعة. هذا، إلى جانب المخاوف المالية في الولايات المتحدة، يضغط على الدولار، مما يوفر دعمًا إضافيًا للذهب كسلعة مقومة بالدولار.

في الوقت نفسه، تؤدي المخاطر الجيوسياسية المستمرة الناجمة عن الحرب الروسية-الأوكرانية المطوّلة والنزاعات في الشرق الأوسط، إضافة إلى تجدّد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى تراجع شهية المستثمرين للأصول عالية المخاطر. ويُعد هذا عاملًا آخر يعزز من الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا. ومع هذا الارتفاع الأخير، يكون الذهب قد عوّض خسائر يوم الجمعة، ويعزز هذا المشهد الأساسي الإيجابي فرص استمرار الاتجاه الصاعد.

من الناحية الفنية، من المرجح أن يواجه زوج XAU/USD مقاومة قوية بالقرب من منطقة العرض3345 دولار. وبالنظر إلى ارتداد الأسبوع الماضي من الدعم المحوري المتمثل في المتوسط المتحرك الأسي لـ200 فترة على الرسم البياني لأربع ساعات، فإن اختراقًا قويًا لهذا الحاجز سيشكل إشارة جديدة للمشترين. ويمكن أن يدفع هذا الصعود السعر نحو منطقة المستوى النفسي 3,400 دولار. وإذا استمر الزخم الصاعد، قد يمتد نحو الحاجز التالي القريب من منطقة 3,432–3,434 دولار.

في حال تراجع السعر دون المستوى النفسي 3,300 دولار، قد يجد بعض الدعم بالقرب من منطقة 3,280–3,278 دولار. وأي انخفاض إضافي قد يُنظر إليه كفرصة للشراء، وقد يظل محدودًا بالقرب من منطقة 3,258–3,257 دولار، والتي تمثل المتوسط المتحرك الأسي لـ200 فترة على الرسم البياني لأربع ساعات. وإذا تم كسر هذا المستوى بشكل حاسم، فقد يصبح الذهب عرضة لمزيد من التراجع نحو مستوى 3,200 دولار.

ميشال صليبي.

كبير محلّلي الأسواق المالية فيFxPro